Friday, June 8, 2007

بلا عنوان 1

وجوه كثيره مختلفة الملامح عميقة التفاصيل تري في كل منها مشهد من مشاهد هذا الوطن في بانوراما حيه لكل متناقضات الحياه
للجمال والقبح
للنعيم والشقاء
للحب والمكره
وجوه كل منها له معني يترك في القلب انطباعا
جيدا او سيئا أقصد الانطباع
ليس هذا ما يهم
الذي يهم حقا هو كم الصدق والنقاء الذي يشع من هذه الوجوه المحفور علي ملامحها معالم الزمن
وجوه هي الوجه الحقيقي لمصر
وجوه معبره عن مصر
ووسط هذا الزخم وكل هذه الحياه
ظهر امامي هذا الوجه الاسمر الجميل الذي ترك الزمن اثره عليه
وجه منحوت مثل الجبال يتحمل صعاب الحياه ولا يكفر بها رغم كل ما تعرض ويتعرض له
عيناه السوداوان العميقتان تحملان كل هموم وامال واشراق وحزن الدنيا
عينان تستبد بك تروي لك قصص وروايات متعدده ورائعه
شعره الخشن الذي يغطي معظمه البياض
يده المعروقه
وحيد رغم الزحام
باسم رغم الالم
قوي وسط الضعف
اسمه علي
عم علي كما احب ان اناديه
كان لقائي به كافيا لاحداث تغيير في حياتي
أعتقد انني تغيرت كثيرا بعد هذا اللقاء
هو الامي الذي لا يستطيع القراه الا بالكادكشان معظم الناس في هذا الزمان
كان ينزل من القطار محملا بكثير من الاشياء
لست ادري لما كنت هناك في هذه اللحظه
لربما كان القدر الذي رتب لي هذا اللقاء
لربما هي الصدفه
لست ادري
كل ما اعلمه انني كنت هناك
مددت يدي اليه لاساعده بعدما لفت انتباهي
هات عنك
هكذا قلت له
أعتقد انه لم يشك بي كثيرا ومد لي يده ببعض مما كان يحمل
اعتقد أنه لم يكن لديه الكثير من الخيارات فهو كان وبشكل حقيقي يحتاج الي المساعده
حضرتك منين
هكذا كسرت حاجز الصمت وبدات بهذه الكلمه فصل مختلف من فصول حياتي
من قنا من الاقصر
هكذا اجاب علي تساؤلي بلهجته الصعيديه الجميله
اجدع ناس وحضرتك اسمك ايه
علي........... علي احمد
طيب يا عم علي ممكن أناديك يا عم علي علشان انا حاسس انك زي ابويا
أيوه طبعا انتا برده زي ابني
طيب رايح فين وأيه السبب اللي خلي حضرتك تيجي من الصعيد علي مصر
أنا نازل مصر هنا علشان اشتغل في اي حاجه أكل العيش بقي واعر جوي يا ولدي
بس حضرتك شكلك كبير يعني يا عم علي صعب تشتغل
الارزاق بيد الله وانا بسعي علي أكل عيشي وأسعي يا عبد أنا اسعي معاك
ونعم بالله يا عم علي بس مقولتليش انتا رايح علي فين وايه الشنط دي كلها
الشنط دي هي بقيت كل ما ما أملك من حطام الدنيا وأنا للحين مش عارف انا رايح علي فين
وجهه كان ينطق بالحزن والاسي تكاد الدموع تفر من عينيه وهو يقول الجمله الاخيره
أقترحت عليه أن ياتي معي فأنا استطيع تدبر غرفه له تكون بالقرب مني
شكرني بلطف جميل واعتذر انني لا اعرفه وهو لا يعرفني
الححت عليه الي ان وافق ولكنه اشترط أن يستاجر هذه الغرفه بنفسه متعللا أنه لم ياتي من بلدته لكي يمد يده طالبا للمساعده
وافقت علي الفور
أصبح عم علي من هذا اليوم جارا عزيزا يقبع فوق سطح بيتنا المتواضع
وأصبحنا كثيرا ما نتلاقي ونجلس سويا نتكلم في كثير من الاشياء
ياخذني في عوالم مختلفه جذابه
نظل نتكلم الي ان يصمت
وهنا استاذنه وانصرف
.
.
.
.
يتبع

2 comments:

الوردة السوداء said...

حلو العنوان اللى بلا عنوان اولا

ثانيا اسلوبك الحكاء حلو اوى

وشوقتنى اشوف عم على

منة الله said...

محمود

ادعوك للمشاركة في استفتاء

اكثر 10 مدونات تاثيرا في قرائها

عل مدونتك واحدة منهم

اليك الرابط

http://6ef.blogspot.com/