Friday, August 1, 2008

أحتكار الأسلام _نشأة الشيعه ونظرية الأمامه

هناك بعض الفرق التي تنكر أن تكون الشيعه قد نشأت كفرقه في هذا الوقت المبكر(وقت بيعة السقيفه)
فليس الذي يميز الشيعه كفرقه هو الميل إلي إمارة علي بن أبي طالب _كرم الله وجهه_ولا تفضيل علي بن أبي طالب علي أبي بكر وعمر وعثمان ,ذلك أن (مدرسة البغداديين) من المعتزله قد تميزت عن مدرسة البصره الأعتزاليه بتفضيل علي عن كل الصحابه , ومع ذالك هم ليسوا شيعه بالمعني الفني لهذا المصطلح , بل هم أعداء للشيعه ,سياسة وفكرا, رغم أنهم قد رضوا بأن يتسموا أحيانا بأسم (شيعة المعتزله ) فليس تفضيل علي أذن هو الذي يميز بين الشيعه وغيرهم من فرق الإسلام , فلا يصح أن نؤرخ به نشأتهم الأولي

أما الأمر الذي يميز الشيعه عن غيرهم هو عقيدة (النص والوصيه) . وإذا كان التأريخ لفرقه من الفرق لابد وأن يكون بظهور ما يميز هذه الفرقه عن غيرها
وفي هذه الحاله يبدأ التأريخ بظهور نظرية (النص والوصيه) بلإمامه لعلي بن أبي طالب والأئمه من بنيه
ومن هذا المنطلق يكون صواب ما ذهب إليه المعتزله عندما قالوا : أن عهد إمامة جعفر الصادق للشيعه –وهو العصر الذي نهض فيه هشام بن الحكم بدور واضع القواعد النظريه للتشيع , ومهندس بنائه الفكري- هو العصر الذي يؤرخ به لهذه النشأه. فالقول بالوصيه لم يعرف قبل هشام بن الحكم وهو الذي أبتدع هذا القول ثم أخذه عنه معاصروه

هناك عدد كبير من الأدله تعضد هذه الروايه ولكن لا يتسع المقام لذكرها

نظرية الإماميه الشيعيه:
ليس ما يميز الشيعه عن غيرهم من فرق الأسلام أن لها مذهبا فقهيا متميزا وهو المذهب الجعفري نسبة الي إمامهم جعفر الصادق هذا لتعدد المذاهب الفقهيه ولم يحدث أن أثمر تعدد المذاهب الفقهيه انقساما بين المسلمين يوازي أو يشابه ذلك الأنقسام الذي قام بين الشيعه وبين بقية المسلمين

الذي يميز الشيعه عن غيرهم ليس المذهب الفقهي ولا اراء كلاميه انفردوا بها في أمور إلهيه ,ذلك أن أجتهادات المسلمين في الفقه واختلافاتهم في تصور الكون والذات الإلهيه لم تصنع بينهم الحواجز ولم تقسم لهم الصفوف .. وإنما كانت السياسه والصراعات علي السلطه والدوله هي بؤرة الخلاف الجذري العميق ومصدر الانقسامات التي أستعصت علي الاتحاد والالتئام !.. والتاريخ شاهد علي أن المسلمون لم يجردوا سيفا ولم يريقوا دما لخلاف في الدين , ولكنهم جردوا كل السيوف وأراقوا أنهار الدماء لخلافات سياسيه وصراعات السلطه والسلطان!..
وهو شاهد كذالك علي أن الخلافات السياسيه التي أستعصت علي التجاوز,حتي مع مرور القرون وتعاقب الأجيال ,كانت تلك التي صبغها أصحابها وأطراف النزاع فيها بصبغة الدين ,فأنتقلت من نطاق المرحلي المؤقت الي اطار الأبدي الدائم وأصبحت ثوابت بعد أن كانت من المتغيرات!... وفي مقدمة هذه النوعيه من الصراعات تأتي نظرية الأمامه.

الأمامه تعني السلطه والسلطه الهليا والأولي في المجتمع الإسلامي .. وحولها أختلف المسلمون منذ أجتماع السقيفه وبسببها وضع المسلمون سيوفهم في رقاب بعضهم , وجرت بسببها منهم الدماء.. وكان الشيعه طرفا أصيلا ودائما في الصراع حول السلطه
إذ ناصروا وشايعوا أل البيت وتحملوا في سبيل ذلك قهرا واضطهادا وتنكيلا ,استمر قرونا , وتعرضوا لعنف يبلغ حد المأساه ,وأسهم فيه العديد من الفرقاء بدءا من بني أميه مرورا ببني العباس وآل عثمان أنتهاء بآل بهلوي.

كثيرون كانت تراودهم آمال التئام الصف الإسلامي الذي تفرق بسبب صراع تجاوزته القرون علي سلطه أصبحت في ذمة التاريخ أئمة وخلفاء وأمراء مضوا جميعا الي رحاب الله
ولكن ليس هناك أي أمل قريب في تحقيق هذا الحلم لقد أصبغنا علي صراعا دنيويا صبغة دينيه لا يتجاوزها الزمن ولا ينال منها النسيان
أصبحنا نتعبد في محراب الماضي ونحطم مستقبلنا علي صخرة تقديس الموتي
ومن هنا كانت نظرية الأمامه التي حولت صراعا دنيويا الي صراع ديني أرجوا ملاحظة التشابه مع واقعنا المعاصر

3 comments:

Wish I were a Butterfly ... said...

سلام عليكم

إزيك يا شارد؟؟ يارب تكون بخير
أنا مش قرأت لسة البوست دة بس قرأت اللي قبله
مبدئيا ألف مبروك على النتيجة:). ماشاء الله لاقوة إلا بالله أنا مش أعرفك بس فعلا توقعت إنك شاطر و متميز بس برده مش للدرجة دي :$. ماشاء الله عليك ربنا يوفقك دايما في حياتك يارب
تاني حاجة..البلوج بتاعك نوع تاني غيري خالص بس فعلا بقدره أوي و بيعجبني تحليلك للمواقف و اجتهادك في إنك تجيب المعلومات من مصادر و كدة... صدقت جدا جدا في آخر جملتين قلتهم في البوست اللي فات
كفاية كلام..البلد محتاجة فعل.... يمكن عشان كدة مش بقيت بعلق كتيرأوي في المدونات اللي بتناقش اوضاع البلدلأن ساعات كتير تحس إن الكلام مش هيفرق طالما مش فيه حاجة بتحصل..ليه هنفضل نتكلم وبس؟

آخر حاجة... ليك تاج عندي:). أتمنى تقدر تجاوبه قريب
سلام

PrInCeSS BeRy said...

شارددددد

اخبارك اية يارب تكون تمام

انا مبسوطة انك كملت موضوع الشيعة بس هوة الموضوع مش دينى بحت اكتر ما هوة تعبير منك عن ثقافتنا وتفكيرنا اللى ممكن يكون سبب اننا مش فاهمين بعض ودة للاسف بس بجد بوست رائع وتحليل منك جمل جدااااااااا ما شاء الله


وانا تانى كومنت واااااء

فزلوكة said...

أولا
أحيي حضرتك على المجهود فى سلسلة التدوينات دى
بالتوفيق إن شاء الله

بالنسبة لموضوع الشيعة
أنا بس بختلف مع حضرتك فى حكاية التأصيل الدينى للخلاف السياسى
قد يكون ذلك صحيحا بالنسبة للشيعة
لكن عند السنة هو ليس كذلك

الشيعة مبادئهم ومناهجهم جاءت تراكمية بمعنى أنه لم يكن هناك منهج واضح مشوا عليه من بدايتهم
حتى أننا نختلف فى وقت بدء الشيعة أو تمايزهم
أما وضع السنة فمختلف
فيبقى السنة هم الأصل
والشيعة الفرع الذى يبحث عن تأصيل لأى شىء
ومن هذا التأصيل لرغبته فى الحكم, فاصطبغ بالصبغة الدينية
ومن هذا نجد العصمة , وولاية الفقيه,والدولة الدينية
فهذه كلها اجتهادات شيعية لتبرير سياسة معينة أو منهج ينتهجومه

وهذا غير موجود عند السنة, لأن مراجعهم الأساسية والتى يستندون إليها فى الإجتهاد
هى الكتاب والسنة

دمت بخير