Saturday, August 11, 2007

بلا عنوان 5


اه من هذه الغربه التي تقطع اوردتي
مضطر اليها
الي الغربه

مضطرا الي ترك داري وأهلي وأرضي
أحيا بعالم جديد علي
خائفا .... قلقا ..... أتلفت حولي في كل خطوه

أجزم بأن هناك من يتربص بي
أتذكر البدايه
لا
بل ما قبل البدايه
أمي واخوتي و.......... أبي
أعظم من رأيت
أتذكره كما لو كنت اراه أمامي
وجهه الرائق
صرامته القاسيه
خوفه الشديد علي

الارض يا علي
ألأرض عرض يا ولدي
الارض هي كل ما لدي وقريبا ستصبح كل مالديك يا ولدي
لا تزال كلماته ترن في أذني كما لو كانت البارحه


أستيقظ من ذكرياتي علي صوت ياتي من بعيد
غير مميز في البدايه

ماذا هناك؟
تهزني الكلمه
ماذا هناك؟

ما أسباب هذه الغربه؟
كيف أتيت الي هنا؟
لا أتحدث عن القطار ولا عن لقاء الرصيف

البدايه
كيف كانت؟
أهي يوم وفاة أبي؟
أو ربما بعد وفاة ولدي محمد؟
لا أدري كيف بدا كل هذا
كل هذه ألأحداث
كل ما أعرفهأنني عندما رايت هذه العربه الفارهه تقف أمام منزل عمدة قريتنا أحسست بأن هناك خطب ما
وعندما أستدعي أبي لمنزل العمده
عودته
وجهه الممتقع
حديثه الغامض معي
تأكد لدي هذا الشعور

عم علي ماذا بك؟
أنتزعني هذا السؤال من نهر الذكريات
لا شئ
هكذا أجبت
يبدوا أنك لم تكن معنا أليس كذالك؟
يبدوا أنني شردت قليلا بالذاكره
حسنا والان أن معنا
بلي

اذن ما رأيك بالعمل الذي حصلت عليه
جيد يا ولدي
فلتجتهد يا ولدي لتحافظ عليه
أتذكر أول لقاء لنا يا عم علي

كانت أول ليله لي بمصر
لازلت متذكرا ملامحك الي اليوم
وجهك القمحي الملفوح بأشعة الشمس
معالم الرجوله المبكره التي كانت ظاهرة عليك
وقفتك الثابته وأنت قادم لتتعرف الي

كنت رجلا رغم حداثة سنك
والان تحمل هما رغم قلة عمرك
حملت هم الحياه من صغرك يا ولدي
ولكنك أهلا لها
ومازلت صغيرا يا ولدي وكل المستقبل سيكون لك

أين هو هذا هذا المستقبل وقد أصبحت وحيدا
أعيش بمفردي منذ توفيت أمي
ليس لي عائله
وحيد
كم أشرقت الشمس علي الدنيا وانا دامع العينين
كم جلست بمفردي أتذكر الماضي ولا أري الا مستقبل مظلم
أكاد أموت حزنا وكمدا قبل أن اموت جوعا
ألمس اشفاق الجميع علي
أراه في عيونهم
لا يسعني سوي أن تدمع عيناي
اليوم
أول فرحة لي منذ زمن طويل
ومع كل هذه الفرحه لا يسعني سوي أن أحزن
لا أستطيع ان اتوقف عن تذكر الماضي
لا تقدر عيناي ان يوقفا نهر الدمع

ماذا بك؟
عيناك تدمعان يا ولدي
لا شئ يا عم علي
لا تحزن يا ولدي فأنت لست وحيدا
كلنا اهلك
والمستقبل يمد يده اليك
لا يسعني أن أقول لك أنسي الماضي ولا تتذكره
فالماضي هو بوابة المستقبل
ولكن تعلم من ماضيك ما يعينك علي مستقبلك
تعلم يا ولدي
.
.
تعلم

Wednesday, August 1, 2007

بلا عنوان 4


أعد الافطار بنفسي بعد ان سافرت زوجتي لقضاء بضعة ايام عند اهلها
تركت لي الشقه بعد ان لاطفتني كثيرا
كانت من اجمل النساء وهي أجملهن في نظري
طلبت مني ان تسافر لتري امها
أعتقد أنها افتقدتها كثيرا

لم استطع سوي ان اوافق علي سفرها
لم أذهب معها لم استطيع الذهاب وأعتقد انها كانت تعلم انني لن استطيع السفر معها

فهي تعلم ظروف العمل

وحيدا في هذه الشقه
أضع أمامي طبق البيض الذي اعددته
أتذكرها جميله رائعه نديه
الا تستطعين ان تنتظري قليلا حتي استطيع ان اذهب معك
هكذا تكلمت معها
كلا أريد ان اغير الجو كما انني افتقد امي كثيرا

اتذكرها يوم التقيتها
كنت ذاهب الي كليتي عندما رائيتها
رائعه الجمال
رايتها تدخل الي البيت المجاور لسكني
يا الله
اهذا الملاك يقطن بجواري؟
اصبحت اتلصص علي السطوح المجاور علها تظهر
كان هذا سهلا فانا اقطن بغرفه علي السطوح
لم أستطيع ان اراها ثانية
فهي لم تكن تقطن في هذا المنزل وانما كانت قادمه الي احدي صديقاتها كما عرفت في المستقبل

اتذكر هذه الايام قبل أن اراها
اتذكر يومي الاول
اول يوم خرجت فيه من بحيرة بلدتنا الراكده الي هذا المحيط الجامح الامواج
يوم ربيعي قائظ الحراره
الساعه الثانية ظهرا
قادما من بلدتي الصغيره أبحث عن أحد الاماكن لاسكن بها
يدلني بعض الاشخاص علي هذا البيت
هذا البيت الذي وجدت به حلم عمري وأمل حياتي
بيت مكون من دورين وفوق السطوح ثلاثة غرف
كانت واحدة منهم فارغه
استأجرتها من هذا الرجل الرائع
أتذكر هذه الغرفه أول عهدي بها
غرفه بسيطه تحوي بالكاد ضرورات الحياه
فهناك بعيدا عن باب الغرفه الخشبي القديم هذا السرير الذي اصبحت ملازما له
هذه المنضده التي تحملتني ومعي تحملت الكثير
مصباحي المترب

ما هذا الشجن الذي يتملكني
اتذكر جاراي
احمد وعم علي
أتذكر وحدتي في بادئ الامر
وحده شديده وغربه رهيبه
كنت اخرج من غرفتي فأجد جاراي قد ذهبا
ليس هناك أحد سواي
لم أكن أعرفهم في بادئ الامر
لم نكن نلتقي
منهمكا في دراستي
غارقا في وحدتي

أتذكر هذا الاحساس جيدا

أول ليله خارج بيتنا
بعيدا عن أهلي
وحيدا بلا أنيس

لا أدري ما تخبئه لي الايام